تفاصيل الجريمة .. وبقايا الدماء
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تتعدد اللهجات والقبائل والمذاهب ويبقى الوطن واحدا، يختلف المتربصون وتتباين أهدافهم ويبقى عدو الوطن خصم الجميع.
كل تفاصيل جريمة الاعتداء على حدودنا الشمالية قرب “جديدة عرعر” تؤكد لنا قوة روابطنا الوطنية المتلاحمة، وتكشف لنا وللعالم دناءة الغدر ومصير الغادرين، وتزيد اليقين بأن الوطن مستهدف!
كل تفاصيل الجريمة تعلن للملأ أن أبناء الجنوب لا يختلفون عن أبناء الشمال في التضحية عن حدودنا الشمالية حين يفكر المتربصون بانتهاكها بطريقة غير شرعية، وهم يحملون العداء والغدر والخيانة أكثر من حمل الزاد في رحلة الخراب والقتل!
جنائز الشهداء تؤكد أن الوطن خط أحمر دون انتهاكه “الدماء”. ودعنا الشهداء صفا واحدا من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق، بعدما استشهدوا على طرف الشمال بينما بعضهم من تبوك وبعضهم من الجنوب، وصلى عليهم “الوطن” من أقدس بقعة، ونقل المصابون إلى الرياض، لتجتمع كل ملامح الوطن في المشهد.
كل تفاصيل الجريمة وأدوات المجرمين تعلن صراحة أن أمن وطننا يدفع الحاقدين إلى محاولة جره إلى مستنقع الخراب، والوطن صامد!
بقايا الجريمة من مال وسلاح، توحي بأن بقية حقائب المجرمين تحمل “نية الغدر والخيانة”!
يصاب عقل “العاقل” بالجنون، حين يرى أو يسمع عن “إنسان” يحمل المال والسلاح ويولي ظهره لمن طلب نصرته من المسلمين، ويسعى جاهدا بالحيلة والخبث إلى قتل المسلمين ولو استلزم ذلك أن يكون هو “ذخيرة” للجريمة!
بقايا دماء الشهداء والمصابين ستبقى في عرعر حتى لو رحلت أجسادهم الطاهرة إلى بقايا أطراف الوطن، لتعلن الحب للوطن والحرص عليه.
لم يكن قائد حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية العميد عودة البلوي، رحمه الله، في حاجة إلى أن يخرج بنفسه في آخر الليل، ولم يكن مضطرا إلى الحضور في ميدان الجريمة. لم يكن ذلك لولا أنه كان حريصا على حفظ الوطن مثله مثل جنوده، فكان معهم في القتال والشهادة. رحمة الله على الشهداء، وشفى الله المصابين، وحفظ الله “الوطن” من كل شر، ومن كل من به شر.
(بين قوسين)
بلا “وطن” لا قيمة لـ”الإنسان”، وبلا “أمن” لا قيمة لـ”الوطن”.
ربنا أدم علينا الأمن والأمان، واحفظ وطننا من كيد الكائدين وغدر الخائنين.
فواز عزيز
نقلا عن “الوطن”