متى يجب علينا الصمت ؟!

قال الكبار قديماً مقولة إن الله خلق لنا أذنين وفماً واحداً كي نسمع أكثر مما نتحدث ، قالوا أيضاً إن من قل كلامه قل خطأه

علينا أن نصمت في أوقات لا يجب علينا الكلام فيها ، في أوقات لا يزيد الكلام الموقف إلا سوءً ، في أوقات يكون الصمت فيها أبلغ الحديث وأفضله.

قال نزار قباني : “فإذا وقفت أمام حسنك صامتا فالصمت في حرم الجمال جمال ، كلماتنا في الحب تقتل حبنا إن الحروف تموت حين تقال ” ، هذا أجمل ما قيل عن الصمت في الحب ، علينا أن نصمت عندما نفيض حباً عندما نمتلئ بمشاعرنا للحد الذي يضيع كلماتنا ، علينا أيضاً ان نصمت حين لا نملك كلمات تصف الجمال ، فإن فاق الجمال مستوى كلماتك فقط اصمت ، فقد تظلم الكثير من الجمال بقليل من الكلام.

قال لقمان لولده :” يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخرأنت بحسن صمتك “.. قد أفيدك عزيزي القارئ بكلمات بسيطة وهى أن الكلام دوماً سيجرفك للخطأ إن زاد ، وهنا معادلة صعبة جداً كيف سنستطيع أن نعلم متى نزيد عن الحد المطلوب ، متى نكون مزعجين لمن حولنا ومتى يجب أن نصمت ، الصمت دوماً يجعلك شخصاً غامضاً وجذاباً ، يجعلك دوماً في بر الأمان ، قليل الخطأ ، ذو هيبة ووقار ، فإن ذهبت لخطبة فتاة وتحدثت قليلاً ستعجب بك ، وإن ذهبت للتقديم على وظيفة وكان كلامك قليلاً سيحبك المدير ويقبلك ، وإن جلست بجانب والديك وأخوتك وقلت كلمتين من (خير الكلام ما قل ودل) ستكون الشخص الذي يبحث كل البيت عن قربه ورضاه ،، أنا صدقاً لا أبالغ ، تستطيع التجربة وسترى النتيجة.

قال هتلر : ” إن بعض القول فن ، فاجعل الإصغاء فناً “.. صدق هيتلر فالإصغاء فن صعب لا يجيده الكثير مهما كتبوا وتحدثوا عنه ، يقال إنه يجب عليك أن لا تقاطع ثلاثة : الوالدان والطفل والشخص المهموم لأن قلبهم هو الناطق …. أنا أرى أننا حريصون دوماً على أن نقاطع هؤلاء الثلاثة تحديداً لكن كي لا أظلم نحن لا نقاطعهم عمداً ولا نقاطعهم بسوء نية نحن نقاطعهم كي نخفف همهم ونشرح لهم كم هو بسيط ما يشكون منه وكم هو سريع حله وبسيط ، وهنا نقع في الخطأ .. علينا أولاً أن لا نحقر مشكلتهم مهما كانت تافهة بنظرنا ، علينا أن نعيش معهم في الجو الدرامي ذاته وبنفس عظمة المشكلة ،، ثم علينا الإصغاء حتى نهاية حديثهم دون النطق ، حتى وإن استدعى أن ينتهي الحديث ولا تنطق فستكون سبباً في راحة من أمامك دون أن تبذل جهداً في انتقاء مفردات لا يكون الشخص بحاجة لسماعها ..

قال هيتلر أيضاً : “لا تجادل الأحمق ، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما” .. عندما تكون بموقف جدال فقط اصمت وستكون صاحب الحق حتى وان كنت المخطئ ،، كثير منا يضيع حقه في الدفاع عن نفسه ولوم الآخر وإظهار أخطائه بينما الحل بسيط وسريع .. فقط نصمت وسنحصل على النتيجة بكل سهولة لأن السفيه قد يقودك لمستوى متدنٍ من المفردات دون أن تشعر ،، فالصمت دواء لكل نوعيات البشر المريضة ..

أخيراً وبعيداً عن الثرثرة :

“إذا اشتهيت الصمت فتكلم وإذا اشتهيت الكلام فاصمت ، فإن شهوة الصمت وقار مفضوح وشهوة الكلام خفة مزرية ”

مصطفى السباعي

(أميرة العباس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *