رد أوروبي على تهديدات ترمب بإطلاق «الدواعش»
أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، أن تنفيذ مطلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، باستعادة مقاتلين في تنظيم داعش في سوريا سيكون صعبا للغاية.
وقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس لقناة (إيه آر دي)، مساء الأحد (17 فبراير 2019م)، إن المواطنين الألمان يحق لهم العودة قانوناً، لكن لا توجد طريقة لتحقيق ذلك في سوريا.
وأضاف: “هناك حالات إنسانية، كالنساء والأطفال، عادت بالفعل. لكن هذا سيكون متاحا في حالات أخرى إذا أمكن إطلاق إجراءات المحاكمات على الفور.”
وأردف قائلاً: “نحتاج إلى معلومات، نحتاج إلى تحقيقات. كل هذا غير موجود، وطالما الأمر كذلك، أعتقد أن هذا أمر يصعب تنفيذه تماماً.”
بدورها، أعلنت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه، الاثنين (18 فبراير)، أن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي لاستعادة المئات من مقاتلي داعش، موضحة أن فرنسا ستعيد المقاتلين على أساس مبدأ «كل حالة على حدة».
وقالت بيلوبيه لقناة «فرانس 2 التلفزيونية»: “هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأميركي. ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي… لن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب (ترمب)”.
وتقضي سياسة الحكومة الفرنسية برفض استعادة المقاتلين وزوجاتهم رفضاً قاطعاً. وأشار إليهم وزير الخارجية جان إيف لو دريان باعتبارهم “أعداء” الأمة الذين يجب أن يمثلوا أمام العدالة سواء في سوريا أو العراق.
لكن وزير الداخلية كريستوف كاستانير أعلن في أواخر يناير أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا أجبر فرنسا على الاستعداد لعودة عشرات المتطرفين الفرنسيين الذين تحتجزهم سلطات كردية مدعومة من واشنطن، وتحاول باريس بالفعل إعادة القصّر على أساس مبدأ كل حالة على حدة.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الدنماركي مايكل ينسن، رفض بلاده استقبال الدواعش قائلا: “الحديث يدور عن أخطر أشخاص في العالم، ولذا لا ينبغي لنا أن نستقبلهم”.
وأشار ينسن، إلى أن قرار ترمب، بسحب القوات الأميركية من سوريا الذي أعلن عنه في ديسمبر الماضي، سابق لأوانه، لأن الوضع في البلاد لا يزال غير مستقر.
وكانت بريطانيا أعلنت سابقاً أنها لن تقبل عودة عناصر داعش، وقال وزير الأمن البريطاني بين ووليس، في تصريحات سابقة، إن حكومة بلاده لن “تخاطر بأرواح مواطنيها لاستعادة الدواعش المحتجزين في سوريا والعراق”.
وأكد وزير الداخلية البريطاني ساجيد جاويد أنه لن يتردد في منع عودة البريطانيين المنتمين لـ«داعش»، قائلاً: “بصفتي وزيرا للداخلية، فإن أولويتي هي ضمان سلامة وأمن هذا البلد ولن أسمح بتعريضه للخطر”.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دعا السبت (16 فبرايير)، عدداً من الدول الأوروبية إلى استرداد مواطنيها الذين قاتلوا مع داعش ومحاكمتهم، محذراً من أن بلاده لا يمكنها الاحتفاظ بهم وليس أمامها بالتالي سوى خيار واحد سيئ ألا وهو إطلاق سراحهم، وملوحاً بإمكانية “اختراقهم” أوروبا، بحسب تعبيره.
وقال ترمب، في سلسلة تغريدات على (تويتر): “الولايات المتحدة تطلب من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وغيرها من الدول الأوروبية الحليفة استرداد أكثر من 800 عنصر من داعش، ألقينا القبض عليهم في سوريا، ومحاكمتهم”.