سقوط أخلاقي جديد
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تمثل الحملة التي أطلقها رياضيون وإعلاميون عرب احتجاجاً على ما تمارسه قنوات (بي إن سبورت) القطرية من تسييس للرياضة صرخة أخرى في وجه مشروع النظام القطري المتمثل في الضرب بالقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط بعد أن أجهز بممارسته العدوانية على معاني الأخوة الحقيقية وقيم حسن الجوار.
في تغطياتها لفعاليات كأس العالم المقامة حالياً في روسيا ابتعدت القنوات القطرية عن المعايير المهنية والأخلاقيات الإعلامية بإقحامها السياسة في كل التفاصيل حتى تحول تحليل مباراة إلى برنامج سياسي ينتقد توجهات الدول ويتطاول على قياداتها وشعوبها.
ورغم أن ممارسات نظام الدوحة في شتى المجالات أصبحت مكشوفة للقاصي والداني بعد أن سقطت ورقة التوت بكشف جرائمها في حق دول وشعوب المنطقة إلا أن ما يحدث حالياً يمثل سابقة تاريخية في حدث عالمي كبير تشرف على تنظيمه منظمة دولية عملت جاهدة منذ تأسيسها في العام 1904م على منع إقحام السياسة في كرة القدم ومحاربة مظاهر العنصرية والتمييز بين البشر.
عبر التاريخ شهد العالم خلافات سياسية كثيرة بل عداوات بلغت حد المواجهات العسكرية والحروب المعلنة بين دول لم تؤثر على مسار بطولة كروية أو تغطياتها الإعلامية، وهذا ما تعود عليه الجميع خاصة في الأحداث الرياضية الدولية التي تشرف عليها اللجنة الأولمبية الدولية أو الفيفا أو الاتحادات القارية، فالخلافات السياسية شأن السياسيين ولا علاقة للرياضة بها من قريب أو بعيد.
ما يمارسه معلقو ومحللو (بي إن سبورت) من أعمال وما يخرج من أفواههم من أحقاد تجاه المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً يجعل من المنطقي طرح العديد من التساؤلات حول أهلية هذه القنوات لنقل حدث ضخم ينتظره سكان العالم بشغف، ففي ممارستها ما يتعارض مع مبادئ، أقيمت مثل هذه الأحداث لتعزيزها بعيداً عن أي اعتبارات أخرى.
إفلاس النظام القطري مستمر حتى أصبح من الصعب تخيل القاع الذي يتجه بسقوطه المتواصل إليه، وما يتم بثه عبر منصاته الإعلامية يؤكد أنه ماضٍ في طريق اللاعودة مع دول الجوار وشعوبها، وهو ما يؤكد صواب القرارات الحازمة التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب التي حاولت على مدى سنوات تعديل سلوك هذا النظام وإعادته إلى محيطه الخليجي والعربي والإسلامي، والابتعاد عن أجندات الشر التي جعلت من أرض قطر ملاذاً للإرهابيين، وسخرت أموال شعبها للغدر بالأشقاء.